الربيع العربي، الخريف العربي، النظام المستبد، التغيير.. لا تهم التسمية بقدر ما يهم ذلك الواقع الإنساني المؤلم.

هاربون من نيران بشار الأسد، ومن النيران الصديقة أيضا، لا يعرفون ما الذي تخبؤه لهم الأيام ، منتقلون من بلد إلى بلد محاولين إيجاد سقف آمن و أكل يدفئ أجسادهن في هذا البرد القارس...  هن اللاجئات السوريات.
قالت لي بعزة : "نحنا الرجال ما كانو يتركونا نشتغل، نحنا بس بندرس، ونركز بدراستنا .. " .

أمام أبواب "أسواق السلام" بمدينة اكادير، تجدهن من أعمار مختلفة (40/10سنوات)  يحملن بطاقتهن الوطنية، في انتظار خروج المتسوقين المغاربة، يستجدين رأفتهم، و يطلبن مساعدات تعينهن على الحياة في هذه المدينة. 

لينا،الشابة المفعمة بالحياة  تصل إلى اكادير بعدة معاناة طويلة دامت سنة كاملة، هربا من حلب إلى لبنان ثم  مصر  مرورا بالجزائر و الآن بالمغرب. 

تبدأ عملها في مقهى بالمدينة، على الساعة السابعة صباحا إلى الثانية عشرة، ثم تواصل علمها إلى السابعة مساء، تجلي و ترتب الأواني، تنظف الأرضية، و تقدم الأكل إلى الزبناء، تتقاضى مقابل ذلك 100 درهم في اليوم. تقول لينا:" تلت أرباع الشغل على راسي، و العمل كثير متعب و ربة العمل ما بتعاملني منيح و الـمية درهم ما بتكفي". 

براتبها البسيط جدا و مساعدات الناس التي لا تكفي، تجد نفسها مضطرة إلى التسول ليلا لعلها تستطيع أن تعيل عائلتها و تحميهم من الشارع. زد على ذلك همها الكبير، والدها الذي اختفى منذ سنة و نصف ولا احد يعرف أهو في السماء أم على الأرض. " العيشة هون صعبة كثير، خاصة بالأول ما كنت اعرف اللهجة ولا بفهم شي، بس شوي شوي وبمساعدة ناس صرت افهم على الناس، وكمان في كثير ناس بيتمسخرو علينا". 

و أمام تجاهل، إساءات،و استغلال البعض لضعفهن و لحاجتهن الماسة للمال، و مساعدة البعض الآخر، تعشن هؤلاء النساء، في انتظار العودة إلى أحضان الوطن.

و للحكاية بقية ........... 

أميمة دلال